وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا ۚ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَهُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ
(92) (الأنعام)
وَقَوْله " وَهَذَا كِتَاب " يَعْنِي الْقُرْآن " أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَك مُصَدِّق الَّذِي بَيْن يَدَيْهِ وَلِتُنْذِر أَمَّ الْقُرَى " يَعْنِي مَكَّة " وَمَنْ حَوْلهَا " مِنْ أَحْيَاء الْعَرَب وَمِنْ سَائِر طَوَائِف بَنِي آدَم مِنْ عَرَب وَعَجَم كَمَا قَالَ فِي الْآيَة الْأُخْرَى " قُلْ يَا أَيّهَا النَّاس إِنِّي رَسُول اللَّه إِلَيْكُمْ جَمِيعًا" وَقَالَ " لِأُنْذِركُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ " وَقَالَ " وَمَنْ يَكْفُر بِهِ مِنْ الْأَحْزَاب فَالنَّار مَوْعِده " وَقَالَ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَان عَلَى عَبْده لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا" وَقَالَ " وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَاب وَالْأُمِّيِّنَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدْ اِهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْك الْبَلَاغ وَاَللَّه بَصِير بِالْعِبَادِ " وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " أُعْطِيت خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَد مِنْ الْأَنْبِيَاء قَبْلِي " وَذَكَرَ مِنْهُنَّ وَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبْعَث إِلَى قَوْمه خَاصَّة وَبُعِثْت إِلَى النَّاس عَامَّة وَلِهَذَا قَالَ" وَاَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ " أَيْ كُلّ مَنْ آمَنَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر يُؤْمِن بِهَذَا الْكِتَاب الْمُبَارَك الَّذِي أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْك يَا مُحَمَّد وَهُوَ الْقُرْآن" وَهُمْ عَلَى صَلَاتهمْ يُحَافِظُونَ " أَيْ يَقُومُونَ بِمَا فُرِضَ عَلَيْهِمْ مِنْ أَدَاء الصَّلَوَات فِي أَوْقَاتهَا .